علي باب الله
مصطفى حسني و فتاوي الفسيخ!!
امتلأت الصحف والمواقع الإخباريه والفضائيات خلال الأسبوع الماضي الذي وافق احتفالات عيد شم النسيم بالعديد من الفتاوى التي تتحدث عن الأحكام الشرعية لأكل الفسيخ والأسماك المملحة ومن هذه الفتاوى ما حرم أكل الفسيخ بدعوي احتمال انه يضر الإنسان خاصة إن كان فاسداً ومنها ما أوصي الحكومة بسن التشريعات والقوانين لمنع تصنيع وبيع الفسيخ ومعاقبه التجار المخالفين ومنها أيضا ما أوضح الطرق الشرعية لعمل الفسيخ "شرعي"وأوضح طريقه وضع الملح في الفسيخ حتى يصبح حلالاً.
هذه الفتاوى أغفلت الحديث عن البصل لزوم الفسيخ والذي لا تخلو منه مائدة مصريه في هذا اليوم ولا ينجو من إغرائه أي فم وحكم أكل البصل إذا شاع وأكله معظم الشعب فهل يعتزل من أكله أم من لم يأكله !!!
المهم أن كل هذه الفتاوى ذهبت أدراج الرياح ولم يعرها المصريون أي اهتمام والتزموا بهذه العادة التي اعتادوها منذ الآف السنين وتسابقوا لشراء وأكل كل أنواع الأسماك المملحة .ببساطه أصبح المصريون يصدون أذانهم عن مثل هذه الفتاوى التي تنطلق "للأسف"من علماء دين ينتمون للمؤسسة الدينية الرسمية في الأزهر والأوقاف والإفتاء وينشغلون ويشغلون الناس بها بين الحين و آخر بل إن البعض تعامل معها مثلما يتعامل مع سائر الفتاوى الرسمية التي يشكك في أهدافها وانطلقت التعليقات (بدل ما يحرموا أكل الفسيخ ويطالبوا الحكومة بضبط الأسواق وتحمل مسئولياتها في كشف الغش والسلع الفاسدة ) بينما رفع البعض شعاراُ البعض شعار "ضربوا الأعور علي عينه "و هيه جت علي الفسيخ ما كل حاجه فاسدة المياه والخضار و الفاكهة واللبن ..طيب ما يحرموا كل ده ويخلو الناس تعيش علي المحاليل و حتى دي يمكن تكون فاسدة طيب الناس تموت أحسن ؟!
العلماء الإجلاء الذين لا نشكك في قوتهم العلمية انشغلوا بقضية أكل الفسيخ وقبلها قضايا أخري لم يهتم الناس بحديثهم عنها وانشغلت وزاره الأوقاف بقضية النقاب هل هو عباده و فثاوي أخري وصفها الناس بالفتاوى السياسية كالمشاركة في الانتخابات والاستفتاء واعتبار ضحايا الهجرة غير الشرعية شهداء أم لا ؟ وهو ما وصفته مجله "فورين بولسي" الامريكيه بأنها فتاوى تقف أمام أي أصلاح أو تغير وأنها وسيله تلجأ إليها بعض الحكومات لتمرير سياسيه مغيبه وأنها حتى وإن لم تتطرق إلي قضايا سياسيه فإنها تهتم بمعالجه الأمور صغيره لا تقترب من القضايا الحيوية وتصيب المجتمع بإحباط وعدم الثقة في هذه الفتاوى .وتزامناْ مع هذه الفوضى في الفتاوى كبار العلماء الدين المتخصصين في فقه و الشريعة وأصول نجد نجماْ جديداْ يسطع في سماء الدعوة ويجتذب ملايين الشباب لأنه يتحدث بلغه يفهمونها ويضع يديه علي أهم المشكلات التي يعانيها المجتمع .. إنه الداعية الشاب مصطفي حسني. في الأسبوع الماضي سمعت عن حلقه من برنامجه "خدعوك فقالوا"علي قناة اقرأ والذي يتحدث فيه عن مفاهيم الخاطئة التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية مثل الشيطان شاطر ,خيرا تعمل شرا تلقي ,اتق شر من أحسنت إليه ,لو مصحبتيش مش هتتجوزي وغيرها من المفاهيم التي تؤثر علي حياتنا وعلي مجتمعاتنا كان موضوع الحلقة عن المفهوم الخاطئ"هنشتغل علي قد فلوسهم" تحدث خلالها عن أهميه إتقان العمل وفائدته علي الإنسان والمجتمع لم يتحدث عن أحكام فقهيه ولكن ربط مبادئ الإسلام بأساليب الحياة ..لم يكنف بأن يقول إن العمل عباده أو انك ستدخل الجنة إذا فعلت كذا ولكنه بحث عن الفوائد الدينية والدنيوية لتطبيق مبادئ الإسلام التي تعود علي الفرد والمجتمع ضرب مثلا بالشباب الذي اخترع "الفيس بوك" فأصبح من اغني الأغنياء العالم.
تحدث عم مفاهيم الصداقة و الصحو بيه والتعارف بين الشباب والفتاه والمداخل التي تقترب من أفكار الشباب وتتعامل معها وتؤثر فيها . الشاب مصطفي حسني الذي لم يتعد عمره 30عاماْوالحاصل علي بكالوريوس التجارة وبعدها شهادة معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف درس برامج التنمية البشرية ليعرف طرق التأثير و الإقناع .
يستخدم أسلوب الحملات من صور وانترنت وكاريكاتير ويري أن الداعية يجب أن يكون مثقفا وعلي وعي بحال المسلمين في بلده حتى يستطيع أن يخاطبهم باللغة والموضوع الذي يحتاجونه .وقد سبق أن قدم العديد من البرامج بهذا الأسلوب منها الكنز المفقود ونداءات الرحمن وأحلي حياه واكتسب شهره وشعبيه واسعة بين الشباب والتفوا حول مصطفي حسني كما التفوا حول عمرو خالد في صناع حياه وغيرها .
وسيلتفون حول كل داعية يربط الدين بالحياة ومشكلاتها حتى وإن كانوا أقل علما
وفقها من علمائنا الأجلاء الذين يحتاجون جسراْ من التواصل بينهم وبين الناس ليصل العلم والفقه من رؤوسهم إلي كل القلوب والعقول
زينب
نقلاْ من جريده الأسبوع
