حصاد سينما 2008.
فيلما بالتمام والكمال هو ما شهدته دور العرض المصرية من أعمال سينمائية على مدار العام
الذي أوشك على الانقضاء 2008 وفي قراءة لأحداث السينما في هذا العام لاحظنا انه قد يكون
العام الأضخم إنتاجيا حيث شهد نزول عدد من الأفلام بميزانيات ضخمة
وفي ذات الوقت لم تشفع في نجاحها تماما مثلما حدث في فيلم( ليلة البيبى دول) أخر ما كتب
الراحل عبد الحي أديب وأنتجته شركة جودنيوز وأخرجه نجل عائلة أديب الأصغر عادل أديب
وشارك في بطولته عدد كبير من النجوم المصريين والعرب مثل نور الشريف ومحمود عبد العزيز
وليلى علوي ومحمود حميدة ونيكول سابا وغادة عبد الرازق وسلاف فواخرجى وعلا غانم
وجمال سليمان ورغم هذه الكوكبة الكبيرة من الفنانين إلا أن الفيلم فشل على مستوى الإيرادات
وتم رفعه من دور العرض المصرية بعد ما لا يزيد عن الشهرين والنصف وان كان على
المستوى النقدي حقق نجاحا ومثل مصر في عدد كبير من المهرجانات الدولية
هذا وعلى النقيض فقد حقق فيلم (حسن ومرقص) والذي يعود إنتاجه إلى نفس الشركة
(جودنيوز) لنجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري حيث وصلت إيراداته طيلة مدة عرضة
إلى 18 مليون جنيه فيما تخطت أخر أفلام النجم عادل إمام بطل هذا العمل في فيلمه
مرجان احمد مرجان مع النجمة ميرفت أمين في العام الماضي 2007 حاجز ال27 مليون جنيها.
صعود دبور وسقوط تامر
حسن ومرقص شارك في بطولته بالإضافة للنجم الكبير عادل إمام كل عمر الشريف ولبلبة عن
قصة للمؤلف يوسف معاطى وإخراج رامى إمام، وفي نفس سباق الصيف من هذا العام
2008 دخل المخرج المثير للجدل خالد يوسف السباق بفيلمه (الريس عمر حرب) والذي أثار
زوبعة بمجرد عرضه فقد حقق إيرادات وصلت إلى 12 مليون و12 ألف جنيه على مدار أسابيع
العرض وقد شارك في هذا الفيلم كل من هانى سلامه وسمية الخشاب وخالد صالح وغادة عبد الرازق،
وقد احتل هذا العمل المركز الرابع بعد فيلم (الكابتن هيما) الذي شارك فيه كل من المطرب
تامر حسنى وزينة ولكن لم يأتي هذا العمل بمثل النجاح الذي حققه تامر حسنى في ثاني
أفلامه بعد حالة حب (عمر وسلمى) مع مي عز الدين ولم يحقق في شباك التذاكر سوى 13 مليون جني
يقل عنه فيلم (كباريه) الذي شارك فيه جومانا مراد واحمد بدير وخالد صالح ودنيا سمير غانم
وصلاح عبد الله ومى كساب واحمد بدير وفتحي عبد الوهاب ورانيا يوسف بنسبة مليون ونصف
المليون جنيه، وعلى الرغم من أن الممثل الشاب احمد مكي شارك في السباق الصيفي
بفيلمه (دبور) لأول مرة كبطولة مطلقة إلا انه استطاع أن يدخل في المنافسة وبقوة ليحقق
بالتعاون مع أبطال الفيلم حسن حسنى وهالة فاخر ولطفى لبيب إيرادات تخطت حاجز العشرة
مليون جنية ونجح هذا العمل على المستوى الجماهيري وان كان لم يحقق نجاحا نقديا نظرا
لما تضمنه من ألفاظ خارجة عن الآداب العامة.
وإذا كنا اندهشنا من تحقيق أولى بطولات الممثل الشاب احمد مكي لمثل هذه الإيرادات إلا
أن اندهشنا تضاعف حينما وجدنا أن الفنان محمد سعد والذي حققت الكثير من أفلامه نجاحات
كبيرة حفرت في تاريخ السينما المصرية كأكثر إيرادات إلا أن هذا العام لم يحقق نجاحا
بفيلمه (بوشكاش) وان كان لم يحقق أيضا نجاحه بكل من فيلميه اللذين عرضا في العاميين
الماضيين وهما كتكوت وكركر ،واستمرت رحلة سقوط الفنان الكوميدي هذا العام كما أشرنا
من خلال بوشكاش الذي لم يحقق سوى 10 مليون جنية رغم ا ناول أعماله كبطولة مطلقة من
خلال فيلمه (اللمبي) حقق أعلى إيرادات عرفتها السينما المصرية بتخطيه حاجز أل 27 مليون جنية
ليؤكد سعد انه بالفعل كان مجرد ظاهرة أو فقاعات صابون سرعان ما ظهر فراغها.
حلم حمادة يفشل وهيفاء تغرق في بحر النجوم
واستمرارا لنجاحهما معا بعد فيلم (ملاكي إسكندرية) فقد حققا كل من الفنان الشاب احمد عز
والمخرجة ساندرا نشأت نجاحا أخر من خلال فيلم (مسجون ترانزيت) بمشاركة النجم الكبير
ونور الشريف والممثلة الشابة إيمان العاصى ووصلت إيراداته إلى 11 مليون و50 ألف جنية،
وقد تذيل أفلام الصيف عدد كبير من الأفلام التي لم تتخط حاجز الستة مليون جنية مثل كل من أفلام
(حلم العمر) للمطرب حمادة هلال سيناريو وحوار نادر صلاح الدين إخراج وائل إحسان وشارك في
بطولته توفيق عبد الحميد ودينا فؤاد ورامى وحيد،وكذلك فيلم (نمس بوند) للفنان هانى رمزي
ودوللي شاهين حيث لم يحقق سوى خمسة ملايين جنية في حين لم يحقق فيلم
(على جنب يا اسطى) للفنان اشرف عبد الباقي سوى 4 ملايين جنية ليزيد عن فيلم (الغابة)
لكل من ريهام عبد الغفور وباسم سمره واحمد عزمي بقدر مليون جنية، وفي كبوة سينمائية
عاش المطرب والممثل مصطفى قمر أسوأ أيام حياته بعد الفشل الذريع الذي حدث من خلال
فيلمه (مفيش فايدة) بمشاركة بسمة ومنه فضالى إخراج حاتم فريد ولم يتخطى هذا العمل
حاجز المليون والنصف مليون جنيه ليختتم الموسم السينمائي الصيفي بفيلم
(بحر النجوم)
لهيفاء وهبى وكارول سماحة ووائل كافورى ورويدا المحروقى والممثلين سعيد صالح
وكريم محمود عبد العزيز ولطفي لبيب إخراج احمد المهدى حيث فشل في تخطى حاجز
النصف مليون جنيه بدور العرض السينمائي في مصر.
مادلين ممثلة أول مره وقبلات تفوق فيلم العندليب
وعقب هذا الموسم السينمائي الصيفي الساخن جدا امتنعت دور العرض السينمائية عن عرض
أي أفلام وذك بمناسبة شهر رمضان الكريم الذي فيه ينتقل الجمهور تلقائيا إلى شاشات
التليفزيون لمتابعة الأعمال الرمضانية التي تعرض بكثافة طيلة ثلاثون يوما وبعد انقضائها عادوا
ثانية إلى السينما لمتابعة مارثون أفلام عيد الفطر المبارك حيث تم استقبال المطربة اللبنانية
مادلين مطر وذلك في أولى أعمالها السينمائية كممثلة وذلك من خلال فيلمها
(أخر الكلام) مع
الفنانين حسن حسنى ورضا حامد والنجمة الطفلة منه عرفه وجسدت مادلين من خلاله شخصية
مطربة شابة تسعى للنجومية لكنها تواجه برفض والدها لاحترافها الفن
وكانت المفارقة هذا العام أن النجم الشاب احمد حلمي على الرغم من خفة ظله وشهرته على
نطاق الأعمال الكوميدية إلا انه استطاع من خلال فيلمه (أسف على الإزعاج) بمشاركة النجمة
منه شلبي أن يحصل على ثناء النقاد والجمهور على السواء وذلك بكم المشاعر والتراجيديا
التي احتوتها بعض مشاهد العمل وأجاد حلمي في تأديتها تماما مثل إجادته على النطاق
الكوميدي وحقق شباك التذاكر لهذا الفيلم إيرادات وصلت إلى 20 مليون و100 ألف جنية.
ولم يحقق هذا العمل الذي وقع في خطة إنتاج السبكي أي نجاحات تذكر،تماما مثله مثل
فيلم (الزمهلاوية) الذي عرض في نفس هذا السابق حيث فشل على المستويين الجماهيري
والنقدي وناقش هذا العمل ظاهرة التعصب الكروي وشارك في بطولته عزت أبو عوف
وصلاح عبد الله وهالة فاخر وعدد من لاعبي كرة القدم المصريين بينهم جمال حمزة وعمرو زكي
وخالد بيبو ومحمد شوقي وأحمد سمير فرج وعصام الحضري،وعن قصة للدكتور
عبد الهادي مصباح وسيناريو وحوار أحمد صالح وإخراج خالد الحجر وبطولة يسرا اللوزي
وأحمد عزمي ومحمد كريم وباسم سمرة وراندا البحيري والتونسية درة شارك فيلم
(قبلات مسروقة) في سباق عيد الفطر إلا انه واجه نقدا لاذعا نظرا لاحتوائه على اكبر كم
من القبلات عرفته السينما المصرية منذ بداية نشأتها حيث تفوق على عدد القبلات في الفيلم
الشهير أبى فوق الشجرة للنجوم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وميرفت أمين. ودارت
أحداث قبلات مسروقة حول معاناة الشباب بسبب البطالة وما يتعرضون له من ضغوط تضطرهم
لإقامة علاقات غير مشروعة باعتبارهم لا يملكون تحويل علاقاتهم العاطفية إلى ارتباطٍ رسمي.
هنيدي يسترد عرشه واحمد آدم لازال يسقط
وكانت أخر الأعمال السينمائية التي دخلت في سباق موسم عيد الفطر كل من فيلمي (كاريوكي)
عن قصة للمؤلف أحمد عيسى وإخراج أحمد عويس وبطولة المطرب شريف مكاوي
ومنة فضالي ومطربة "ستار أكاديمي" بهاء الكافي وصفا تاج الدين وعمر خورشيد ،وفيلم
(زي النهاردة) تأليف وإخراج عمرو سلامة في جوٍّ من الغموض والإثارة حول فتاة تحاول
إنقاذ خطيبها الجديد من مصير خطيبها السابق الذي تعرض للموت جراء حادث مؤلم.
رمضان ابو العلمين
وفي أخر المواسم السينمائي (أفلام عيد الأضحى)على غير عادته شارك الفنان الكوميدي الكبير
محمد هنيدي في هذا السباق بعد أن اعتاد لسنوات عديدة على عرض أعماله في موسم الصيف
إلا انه هذه المرة أراد كما تردد أن يكسر حاجز النحس الذي لازمه طيلة الثلاثة سنوات الماضية
وتحقيقه لسقوط متتالي إلا انه هذا العام استطاع هنيدي أن يسترد عرشه المفقود ويتربع على
قمة إيرادات أفلام عيد الأضحى وذلك بفيلمه (رمضان مبروك أبو العلمين حموده) عن قصة
للمؤلف يوسف معاطي وشارك هنيدي في هذا الفيلم الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور في
أولى أعمالها السينمائية التي تم عرضها بمصر حيث انتهت أيضا من تصوير فيلم (المسافر)
مع النجم العالمي عمر الشريف لكنه لم يعرض بعد، وان كان هنيدي قد استرد لعرش المفقود
إلا أن الفنان احمد أدم لا زال يواجه الفشل إلى حاول أن يبعده عنه بفيلمه
(شعبان الفارس)
إلا انه لم ينجح ولم يحق إيرادات تذكر تماما مثل الفنانة مي عز الدين الذي واجه فيلمها
(حبيبي نائما) فشل ليعتبر ثاني سقوط لها على التوالي بعد فيلمها شيكامارا في العام 2007
في هذا المارثون أيضا دخل النجم احمد عيد بصحبة الممثلة الجميلة ايتن عامر بفيلمهما
(رامي الاعتصامي) الذي يعتبر البطولة الأولى لايتن بعد أن اعتدناها ممثلة تليفزيونية من
اكتشاف الفنان الكبير محمد صبحي ولكن لم يحقق الفيلم نجاحا أيضا. عبلة العايمة والنبوي
في فيلم لبناني مصري وبعد أن تم عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي ولم يواتيه الحظ
لان يحصل على أي جوائز فقد شارك فيلم (بلطية العايمة) للنجمة الكبيرة عبلة كامل في
المارثون وشارك في بطولته مي كساب وإدوارد وضياء الميرغني وحقق نجاحا جماهيري دون النقدي.
وبفيلمها (الدادة دودي) عاشت الفنانة الشابة ياسمين عبد العزيز أسوأ أيام حياتها حيث لم ينجح
العمل ليس هذا فحسب بل وتم اتهامه بالسرقة من أحد الأفلام الأمريكية وهو ما أنكرته ياسمين
الذي شاركها بطولة الفيلم الفنان صلاح عبد الله وعدد من الأطفال. وإذا كانت ياسمين عبد العزيز
قد عاشت أيام عصيبة فهي لا تقل إحساس عن اللبنانية دوللي شاهين وذلك بعد سقوط فيلمها
(المش مهندس حسن) مع محمد رجب ورجاء الجداوي واحمد راتب،
الوعد
مش مهندس حسن
وأخر الأفلام التي شاركت في هذا السباق كان فيلم (الوعد) للنجم الكبير محمود ياسين وروبي
وغسان مسعود عن قصة لوحيد حامد وقد حقق هذا الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا.
وبعيدا عن سباق المواسم فقد تم عرض فيلم (دخان بلا نار) في أواخر هذا العام والذي شارك
في بطولته من مصر خالد النبوي ومن لبنان سيرين عبد النور التي عاشت بمصر هذا العام فترة
تألق سينمائي،والفيلم من إخراج سمير حبشي الذي تعرض لمشاكل رقابية عديدة نظرا للعديد
من الاسقاطات السياسية التي احتوى عليها
