http://up.graaam.com/uploads/imag-2/graaam-249534c279c.jpgجاء رجل الى اميرالمؤمنين عمربن الخطاب رضى الله
عنه وارضاه وكان الرجل معه ابنه وليس هناك فرق بين الابن وابيه فتعجب عمر قائلا:
والله مارأيت مثل هذا اليوم عجبا ما اشبه احدا احد انت وابنك الا كما اشبه الغراب بالغراب وكان العرب تضرب بامثالها ان الغراب كثير الشبه بقرينه فقال له الرجل:يا امير المؤمنين كيف ولو عرفت ان امه ولدته وهي ميته فغير عمر من جلسته وبدل من
حالته وكان رضي الله عنه وارضاه يحب غرائب الاخبار فقال:اخبرني قال:يا امير المؤمنين كانت زوجتي ام هذا الغلام حاملا به فعزمت
على السفر فمنعتني فلما وصلت الى الباب الحت علي الا اذهب قالت:كيف تتركني وان احامل فوضعت يدي على بطنها وقلت:اللهم
اني استودعتك غلامي هذا ومضيت وتأمل بقدرت الله لم يقل استودعتك امه وخرجت فمضيت وقضيت في سفري ماشاء الله لي ان امضي واقضي
ثم عدت .ولما عدت فأذا بالباب مقفل واذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني ان زوجتي قد ماتت فقلت:انا لله وانا اليه راجعون
فأخذوني ليطعمونني عشاء اعدوه لي فبينما انا على العشاء اذ بدخان يخرج من المقابر فقلت:ما هذا الدخان قالوا: هذا الدخان
يخرج من مقبرت زوجتك كل يوم منذ ان دفناها فقال الرجل:والله انني لمن اعلم خلق الله بها كانت صوامه قوامه عفيفه لا تقر منكر
وتأمر بالمعروف ولا يخزيهاالله ابدا قام وتوجه الى المقبره وتبعه ابناء عمومته فقال: لما وصلت لها يا امير المؤمنين اخذت
احفر حتى وصلت اليها فأذا هي ميته جالسه وابنها هذا الذي معي حي عند قدميها واذا بمنادي ينادي يامن استودعت الله وديعتا خذ وديعتك
(قال العلماء: فلو ان استودع الله جل وعلا الام لوجدها كما استودعها لاكن ليمضي قدر الله لم يجري الله على لسانه ان يودعها)...