هذه دراسات في البيداغوجيا والتحليل النفسي من إعداد الدكتورعبد الواحد المزكلدي وقراءة وتلخيص الأستاذ محمد محقق،
أتمنى أن يرقكم هذا البحث القيم.
إن الإقرار باعتبار اللاشعور عامل محدد بالنسبة للسلوك ، ليجعل الحديث عن بيداغوجيا تعتمد التحليل النفسي أمرا ملزما وضروريا ، ذلك أنه يدعو إلى التصنت له (للاشعور) قصد اكتشاف آثار آليات العمل النفسية الخفية ، والتي تؤثر تأثيرا في المنظومة التربوية التعليمية ، مقدما العون والمساعدة للمربي (الأستاذ) لفهمافهما دقيقا حيث يتيح له (المربي)إمكانية استيعاب سلوكات ومواقف المتعلم وإحساساته العميقة ,الدوافع المحركة لها مع المساهمة في توجيه وإرشاد غرائزه وميولاته لتجنب الإضطربات والخلل والعقد النفسية التي قد تحصل له نتيجة الإخفاق والفشل .
ويرى المهتمون بالحقل التربوي أن التحليل النفسي أن علاقة الطفل بالوالدين تحدد مسبقا موقفه تجاه المدرسة ومحيطها والمشتغلون بها ، إذ العملية التربوية في سيرورتها لاتتم فقط في مجال حسي حركي وانفعالي وإدراكي على مستوى شعوري بل تتعداهإلى ماهوشعوري ، حيث يؤكد التحليل النفسي سلوك المربي (الاستاذ) تجاه التلاميذ يخضع لتأثيروتوجيه الإستيهامات التي تظل في بعض الاحيان تعيش حالة الجمود والسكون منتظرة الفرصة واللحظة المواتية للتعبير عن مكنوناتها بكل قوة وعنف.
والموقف التربوي داخل الفصل الدراسي يشكل مجالات مناسبة لممارسة عملية التحويل اللاشعورية التي تطرح ضرورة الوعي داخله ، وأيضا عملية التقمص النفسي الذي يمارسه المتعلم في اتجاه المحيطين به (الاستاذ ، الكبار ...).
والعملية التعليمية يتداخل فيها ما هو بيداغوجي بما هو نفسي ، وماهوشعوري بما هو لاشعوري لهذاتحتاج إلىمربي (الأستاذ) يتمتع بنضج شخصي وودود وجذاب ، وإلا ستفقد هذه الطرق البيداغوجية فعالياتها حينما تطبق من شخصية (الأستاذ) منفرة لاتتجاوب عاطفيا مع التلاميذ. وبهذا التحليل النفسي يقدم خدمة جليلة ومهمة للعمل التربوي بتقديمه تفسيرات للانماط السلوكية قصد علاجها وتقويمها وتفعيلهال ولأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالبيداغوجيا.
قراءة وتلخيص الأستاذ محمد محقق
الرد مع إقتباس