يجب ملاحظة أن غالبية أنواع لقاح
الإنفلونزا الموسمية ولقاح إنفلونزا الخنازير تحتوي على مواد من البيض.
والسبب أن البيض يُستخدم في تحضير الفيروسات المُستخدمة في إنتاج اللقاح
لأي نوع من الإنفلونزا. ولذا تورد الشركات المنتجة تحذيرا صريحا في
النشرات المرفقة باللقاح، أنه يجب عدم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين لديهم
حساسية من البيض أو الدجاج بالعموم، لأن اللقاح يحتوي بالفعل على كميات
قليلة من البيض.
وهذا هو الأصل الذي يجدر اتباعه، لأن تفاعلات الحساسية قد تحصل لدى منْ
لديهم حساسية من شيء ما، حتى عند التعرض للكميات القليلة جدا من تلك
المواد المُهيجة للحساسية. وهذه التفاعلات قد تُهدد سلامة حياة الشخص إلى
درجة بالغة جدا.
ومع هذا فإن بالإمكان إعطاء اللقاح لمنْ لديه حساسية من البيض، ولكن
الأمر يتطلب بذل جهد طبي في تهيئة الشخص لمنع حصول تفاعل الحساسية. وهذا
الجهد قد يُفلح وقد يفشل، وبالتالي لا يُنصح حينها بأخذ اللقاح.
والخطوة الأولى هي سؤال كل شخص عن حساسية البيض قبل إعطائه لقاح
الإنفلونزا الموسمية أو إنفلونزا الخنازير. وإذا ما كان الأمر كذلك، أي أن
الشخص لديه هذا النوع من الحساسية، يُوجه الطبيب هذا الشخص إلى طبيب مختص
في أمراض الحساسية من أجل إجراء اختبارات معينة له.
وهنا يُجري بداية الطبيب اختبار الجلد للتأكد من وجود حساسية البيض،
وذلك بوضع كمية معينة من مواد مستخلصة طبيا من البيض تحت الجلد. ثم مراقبة
نوعية التفاعل الذي يظهر على الجلد نتيجة لهذا الاختبار. كما يجب اختبار
مدى الحساسية من لقاح إنفلونزا الخنازير بالذات، لأنه لقاح جديد، عبر حقن
كمية قليلة جدا من مادة اللقاح، تحت الجلد. ومن ثم مراقبة نوعية التفاعل.
وإذا لم يحصل أي تفاعل سلبي على الجلد، وهو ما يتم فحصه من قبل الطبيب،
فإن بالإمكان إعطاء ذلك الشخص لقاح الإنفلونزا الموسمية أو لقاح إنفلونزا
الخنازير.
وإذا ما أثبت الاختبار وجود حساسية من مادة البيض، ولكن عدم وجود
حساسية من لقاح إنفلونزا الخنازير، فإن الطبيب قد يُقرر عدم إعطائك اللقاح
منعا لحصول أي مشكلة، وقد يُقرر إعطاءك اللقاح مع أخذ كافة الاحتياطات
اللازمة لمراقبتك لمدة ساعة أو أكثر قبل مغادرة العيادة، مع التنبه
لاحتمالات حصول تفاعلات حساسية متأخرة لا يُمكن ضمان عدم وقوعها.
أما إذا أثبت الاختبار حساسية من البيض وحساسية من اللقاح، فإن من
الأطباء منْ يُقرر عدم إعطائك اللقاح إذا كنت من مجموعات الناس الأقل
عُرضة للإصابة بمضاعفات صحية خطرة عند الإصابة بإنفلونزا الخنازير. وإذا
كنت من تلك الفئة، فإن الطبيب سيلجأ إلى سلسلة متتالية من إعطاء كميات
متدرجة من مادة لقاح إنفلونزا الخنازير. وفي كل مرة سيرفع الكمية القليلة
بالتدرج، عبر فترات زمنية متباعدة، كساعة أو أكثر. ومن الضروري التنبه إلى
أن الطبيب سيُجري هذه العملية بحذر شديد خوفا من احتمال حصول تفاعلات
الحساسية الشديدة. وسيبقى يُلاحظ حالتك الصحية بعد تلقي كامل الكمية من
اللقاح.
وعليك ملاحظة أن الحذر الطبي من حساسية البيض وتلقي لقاح إنفلونزا
الخنازير له ما يُبرره، خاصة أن هناك أنواعا من اللقاح المُضاد للفيروسات،
مثل لقاح الحمى الصفراء، الذي لا يُعطى مطلقا لمنْ لديه حساسية من البيض،
لأن كمية مادة البيض فيه عالية بالمقارنة ما يعرفه الأطباء عن محتوى كمية
البيض في لقاح الإنفلونزا الموسمية. ولقاح إنفلونزا الخنازير لقاح جديد تم
إنتاجه في فترة زمنية قصيرة، ولا تزال التجارب تُجرى عليه للتأكد من خلوه
من الآثار الجانبية الأساسية والأبسط كثيرا من حساسية البيض وتفاعلات
الحساسية منه. بمعنى أن التجارب عليه لا تزال في محيط تأكيد الفاعلية
والآمان.